أكبر حالات تخلف عن سداد الديون السيادية في التاريخ الحديث
في عالم الاقتصاد العالمي، تعتبر حالات التخلف عن سداد الديون السيادية بمثابة مؤشرات بارزة على الأزمات المالية العميقة التي قد تعصف بالدول، وتتجلى هذه الأزمات في انهيار القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية.
ومن خلال استعراض أكبر حالات التخلف عن سداد الديون السيادية منذ عام 1983، نستطيع أن نفهم مدى تأثير الأزمات الاقتصادية والسياسية على الدول وكيفية إدارتها للتحديات المالية.
ونستعرض في ما يلي أبرز حالات التخلف عن سداد الديون، بدءاً من تخلفات اليونان الكبيرة إلى الأزمات المتكررة في الأرجنتين، ونلقي الضوء على الأزمات التي شهدتها دول مثل روسيا وفنزويلا ولبنان.
أوكرانيا تتجنب مركز أكبر متخلف عن السداد
في يوليو تموز الماضي، تمكنت أوكرانيا من تجنب التخلف عن سداد 20 مليار دولار من القروض من خلال التوصل إلى اتفاق أولي مع الدائنين الخاصين، نظراً للأعباء المالية الناجمة عن الحرب، قامت البلاد بتعليق مدفوعات الفائدة على الديون الدولية على مدار العامين الماضيين، وهو ما كان من المقرر أن ينتهي في 1 أغسطس 2024.
ولولا هذا الهيكل الجديد للديون، لكان هذا التخلف قد تصدَّر قائمة أكبر 10 حالات تخلف عن سداد الديون في التاريخ الحديث، وكانت آخر مرة تخلفت فيها أوكرانيا عن ديونها في عام 2015 بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم.
أكبر 10 حالات تخلف عن سداد الديون السيادية
تصدرت اليونان أكبر حالات التخلف عن سداد الديون السيادية في العصر الحديث، وبالتحديد بين عامي 1983 و2022، استناداً إلى بيانات من وكالة موديز، إذ تعتبر حالة التخلف عن السداد التي شهدتها اليونان بقيمة 264.2 مليار دولار في عام 2012 الأكبر على الإطلاق، والتي حدثت عندما كانت البلاد تعاني الركود للعام الخامس على التوالي، وتخلفت اليونان مرة أخرى بعد تسعة أشهر فقط؛ ما جعلها رابع أكبر حالة تخلف على مر التاريخ.
وقبل الانهيار، سجلت اليونان عجزاً كبيراً على الرغم من كونها واحدة من أسرع الدول نمواً في أوروبا، علاوة على ذلك، في عام 2009، كشف رئيس الوزراء المنتخب حديثاً أن البلاد كانت مدينة بمقدار 410 مليارات دولار، وهو أكثر بكثير من التقديرات السابقة.
في المرتبة الثانية، فشلت الأرجنتين في سداد فوائد ديونها الأجنبية التي بلغت قيمتها 82.3 مليار دولار في عام 2001، مثل اليونان، تعد الأرجنتين من المكررين في التخلف عن السداد، حيث تخلفت عن سداد ديونها عدة مرات منذ استقلالها في عام 1816، واليوم، تعد الأرجنتين أكبر مدين لصندوق النقد الدولي، على الرغم من كونها ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.