أمل جديد لمرضى السكري.. “أنسولين ذكي” يعمل عند الحاجة

Listen to this article

التركيبة الجديدة تظل خاملة في الجسم وتبدأ العمل مع ارتفاع مستويات سكر الدم
القاهرة –محمد منصور

طوّر باحثون تركيبة جديدة من الأنسولين لها قدرة مذهلة على الاستجابة لمستويات السكر المتغيرة في الدم في الوقت الفعلي، ويمكن أن تُحدث التركيبة الجديدة ثورة في علاج ملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم.

ونجح باحثون من الولايات المتحدة وأستراليا والصين، في تطوير شكل جديد من الأنسولين يحاكي استجابة الجسم الطبيعية لتقلبات مستويات السكر في الدم، إذ يستجيب على الفور، مثل البنكرياس السليم.

ويظل هذا العلاج الجديد، الذي أُطلق عليه “الأنسولين الذكي”، خاملاً في الجسم حتى الحاجة إليه، ويستجيب على الفور لمستويات السكر المرتفعة في الدم، ويساعد في الحفاظ على التوازن دون الحاجة إلى حُقَن متكررة.

ولا يزال “الأنسولين الذكي” في مراحل التطوير والاختبار، إلا أن إمكاناته لتحويل حياة الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول، لا يمكن إنكارها.

ينتمي العلاج الجديد إلى فئة من الأدوية معروفة باسم “الأدوية الذكية”، وهي أدوية مصممة لتقديم العلاج بطريقة أكثر دقة وتحكماً مقارنة بالأدوية التقليدية.

وتتسم الأدوية الذكية بقدرتها على الاستجابة لمحفزات أو ظروف معينة في الجسم، مثل التغيرات في درجة الحموضة أو درجة الحرارة أو وجود جزيئات معينة مثل الجلوكوز، وهذا يسمح بإطلاق الدواء أو تنشيطه فقط عند الحاجة، ما يقلل من الآثار الجانبية ويحسّن فاعلية العلاج.

والأدوية الذكية هي جزء من المجال الأوسع لأنظمة توصيل الأدوية الذكية، التي تهدف إلى تحسين نتائج العلاج من خلال استهداف مواقع أو حالات محددة داخل الجسم، وبالتالي تعزيز فاعلية العلاج مع تقليل المخاطر إلى أدنى حد.

وكان التحدي الرئيسي في تطوير أنظمة توصيل الأدوية الذكية، هو ابتكار تركيبات يمكنها استشعار مستويات الجلوكوز تلقائياً وتوصيل الجرعة المناسبة من الأنسولين.

ويهدف الدواء الذكي الجديد، إلى تحقيق علاج الأنسولين بحلقة مغلقة، حيث يتم تنظيم توصيل الأنسولين ذاتياً بالكامل استناداً إلى مراقبة الجلوكوز في الوقت الفعلي.

وقال الدكتور تيم هايس، نائب رئيس اللجنة الاستشارية العلمية للأنسولين الجديد، إن الأنسولين الذكي قد يبشر بعصر جديد في الحرب ضد مرض السكري، حسبما نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وأضاف: “حتى مع الأنسولين المتاح حالياً، يتعين على الأشخاص الذين يعيشون مع مرض السكري من النوع الأول بذل الكثير من الجهد في إدارة مرض السكري لديهم كل يوم لإيجاد توازن جيد بين التحكم المقبول في نسبة السكر في الدم من ناحية وتجنب نقص السكر في الدم من ناحية أخرى”.

وتابع: “يُنظر إلى الأنسولين الجديد المستجيب للجلوكوز على أنه الأقرب إلى علاج مرض السكري من النوع الأول“.

وهناك 3 استراتيجيات رئيسية لدمج استشعار الجلوكوز في هذه التركيبات: “الاستشعار الأنزيمي، والبروتينات الطبيعية المرتبطة بالجلوكوز، والتعرف الجزيئي الاصطناعي”.

وأظهر كل نهج نتائج واعدة، ولكن ظلت هناك عقبات كبيرة في تحسين وقت الاستجابة، وضمان التحكم الدقيق في نسبة السكر في الدم، وتعزيز التوافق البيولوجي وسلامة المواد المستخدمة.

ولا يصبح الأنسولين الذكي الجديد المستجيب للجلوكوز نشطاً، إلا عندما يكون هناك كمية معينة من السكر في الدم لمنع ارتفاع سكر الدم، فيما تصبح غير نشطة مرة أخرى عندما تنخفض المستويات إلى ما دون نقطة معينة، وهو ما يحول دون نقص سكر الدم.

ويعتقد الخبراء، أنه في المستقبل قد يحتاج المرضى إلى الأنسولين لمرة واحدة فقط في الأسبوع. وقال الباحثون إن الأنسولين الذكي يُبشّر بعصر جديد في الحرب ضد مرض السكري.